هل شاهدت يوماً رجلاً يمشي على الماء؟ هل رأيت غريقاً يبحث عن طوق نجاة فيخرج رجل من تحت الماء لينقذه ويحمله إلى أعلى بعيداً عن الأمواج؟ هل ذهب خيالك مرة ورأيت شاباً يزن 70 كيلو جراماً يحمله الماء إلى ما يقارب 18 متراً؟ هل توقعت يوماً أن ترى قوارب شب فيها النار وسط الماء، ومن بعيد يوجد رجل يشق عباب الماء بسرعة قياسية على الجت سكي، ومن ثم يرتفع أعلى بقدمين من الماء ليطفئ تلك النار؟ كل ذلك ليس من قبيل الأساطير التي كانت تروى في كتب “ألف ليلة وليلة” أو أنها من قبيل الحكايات المشوقة كانت تحكيها الجدات لينام أحفادها الصغار بين أيديهن. إنه الفريق دولفين الذي أعد خصيصاً لمواجهة أزمات ونشوب الحرائق التي قد تندلع فوق الماء وسط البحار أو بين الجزر التي تبنى بالقرب من الشواطئ.
“الدولفين” الذي استغرق تدريبه بين أسبوعين إلى شهر كامل، إطفائي طائر، يخرج من البحر للتعامل مع حوادث المرافئ في دبي.
يقول اللواء راشد ثاني المطروشي، المدير العام للدفاع المدني في دبي: “الدولفين” أحد المشاريع التطويرية التي تخرج بأفكار متميزة خارج الصندوق؛ وفي الوقت نفسه يستشرف المستقبل فيما يخص الوسائل التي تخدم الدفاع المدني في مجال الإنقاذ البحري.
ويضيف: “جاءت الفكرة عندما شاهدنا بعض الأفلام التي تحوي ألعاباً ترفيهية، تمت دراستها من قبل فريق متخصص، وأحبننا أن نستغل هذه الفكرة، وهذا النظام ليساعدنا في عملنا، وتحقيق أهدافنا في مكافحة حرائق الزوارق.
ويتابع: “استغرقت الدراسة 3 شهور، وتمت تجربة وتصنيع جهاز يتم تثبيته على هذا النظام حتى يحقق التميز في الأداء. بدأنا في هذا المشروع ونجحت الفكرة.
يقول الرائد خلفان بن دسمال، مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ البحري: “مهمة إدارة الإطفاء والإنقاذ البحري، التي تعد إحدى الإدارات التابعة للدفاع المدني بدبي، مكافحة جميع الحرائق البحرية، وحرائق المباني المطلة على الوجهات البحرية.
يقول أنور عبدالله، المسؤول عن فريق الدولفين: “استدعى تشكيل الفريق للوصول إلى الأماكن الضيقة والجزر والأماكن القريبة من المسطحات المائية التي لا تصل إليها سيارات الإطفاء الكبيرة.
أما عن مهام الفريق، فيقول أنور: “إطفاء الحرائق وتعبئة السيارات بالمياه عن طريق البحر وإنقاذ الغرقى”.
تبدو على عارف موسى، إطفائي إنقاذ بحري، علامات التحدي، ويبتسم لصديقه في الفريق، إبراهيم محمد، إطفائي إنقاذ بحري، ويقول: “ثلاثة أسباب تجعل “الدولفين” ناجحاً: الشجاعة والتدريب المستمر، والجهوزية”. يلوح لنا مودعاً فيما يجهز لجولة تدريب جديدة مع فريقه في الخور.