وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى
توفى اليوم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 76 عاما .
ولد الأبنودى في 11 أبريل ١٩٣٨ بقرية أبنود الصغيرة بمحافظة قنا، وبعد سنوات، انتقل الأبنودي لقنا وفيها بدأ يستمع إلى أغانى السيرة وتأثر بها وبعد فترة أرسل عبدالرحمن الأبنودى مجموعة من قصائده بالبريد إلى صلاح جاهين، فلم يكتف الأخير بتخصيص عموده في «الأهرام» للشاب الجنوبي، بل أرسل قصيدتين له إلى الإذاعة ليبدأ تلحينهما وهما «بالسلامة يا حبيبى» لنجاح سلام، و«تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد رشدي لتبدأ الانطلاقة القوية للأبنودي والذي يعد شعره توثيقاً لقاموسنا اللغوي الجنوبي الغني، وتوظيفاً في مسيرة الغناء العربي وتوثيقا شعريا لمحطات مهمة وفارقة في تاريخ الوطن.
وكان الأبنودي في مطلع الستينيات قد هبط القاهرة ، وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام تنهار فكتب لعبدالحليم حافظ «المسيح» و«عدا النهار» ثم ذهب إلى الجبهة وهناك كتب يومياتها في ديوانه «وجوه على الشط».
ومن أشهر أعمال الخال الأبنودى «الأرض، والعيال والزحمة، وجوابات حراجى القط، والفصول، وأحمد سماعين، وبعد التحية والسلام، ووجوه على الشط، وصمت الجرس، والمشروع والممنوع، والمد والجزر، والأحزان العادية، والسيرة الهلالية، والموت على الأسفلت، وسيرة بنى هلال بأجزائها الخمس، والاستعمار العربي».
ومن الأغانى الأخرى التي كتبها لعبدالحليم «أحلف بسماها وبترابها، وابنك يقول لك يا بطل، وأنا كل ما أقول التوبة، وأحضان الحبايب»، ومما كتبه لمحمد رشدى «تحت الشجر يا وهيبة، وعدوية، ووسع للنور، وعرباوي»، ولفايزة أحمد «يمّا يا هوايا يمّا، ومال على مال»، ولنجاة الصغيرة «عيون القلب»، وقصص الحب الجميلة ولشادية «آه يا اسمرانى اللون، وقالى الوداع»، وأغانى فيلم «شيء من الخوف» الذي كتب حواره أيضا’، وكتب لصباح «ساعات ساعات»، ولوردة الجزائرية «طبعًا أحباب»، غير باقة رائعة كتبها لمحمد منير، كما كتب حوار فيلم «الطوق والإسورة»، وأغانى فيلم البريء.
وكتب قصيدته الإشكالية «الدايرة المقطوعة» التي تطالب النخبة بالنزول إلى رجل الشارع، غير عمله التوثيقى العملاق «السيرة الهلالية» الذي جاب في سبيل توثيقه صوتيا وكتابيا كل ربوع مصر.. رحم الله الجميع .