المصريون في الإمارات موقع المصريين فى الأمارات
يدشن الرئيس عبدالفتاح السيسى من شاطئ مدينة الإسماعيلية اليوم حجر الأساس لمشروع محور قناة السويس، من خلال الإعلان عن التحالف الفائز بإعداد مخططه العام، وذلك بعد نحو 40 عاماً من سعى مصر لتنفيذ المشروع.
تعود قصة المشروع إلى التسعينيات من القرن الماضى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، عندما طرحت حكومة الدكتور كمال الجنزورى، فكرة تطوير المنطقة الصناعية فى شرق التفريعة واستغلالها اقتصادياً، من خلال إنشاء منطقة لوجيستية متكاملة، تمكن مصر من تطوير استغلالها لأهم ممر ملاحى فى العالم.
وانفردت «المال» فى عددها الصادر أول أمس الأحد، بالكشف عن فوز تحالف دار الهندسة «المصرى – السعودى» بإعداد مخطط تنمية قناة السويس، وهو ما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعالمية على الفور، نقلاً عن «المال» في حين نسبت وكالة أنباء عالمية الخبر لنفسها، واكتفت بذكر «المال» في رصدها لخلفياته.
وقالت مصادر بهيئة قناة السويس فى تصريحات سابقة إن تحالف «دار الهندسة» حصل على أعلى تقييم بين الشركات المتنافسة، ووصل إلى %86 ليتفوق على التحالفات العالمية المتنافسة، البالغ عددها 11 تحالفاً، وأبرزها تحالف الإدارة العامة للاستشارات الهندسية بشركة المقاولون العرب مع «ltd james cubitt & partness »، وتحالف محرم بخوم «ace » مع المجموعة الدولية «Mckinsey &company ».
وكشف مصدر حكومى مطلع فى تصريحات خاصة لـ«المال»، أن الحكومة شكلت لجنة وزارية تضم ممثلين من وزارة القوى العاملة، ووزارة التنمية المحلية، لتوفير الأيدى العاملة اللازمة للمشروعات التى سيتم تنفيذها ضمن مشروع محور قناة السويس، فى إطار خطة الدولة لتوفير فرص عمل للشباب.
وقال المصدر إن الهدف من تشكيل اللجنة هو الاختيار من بين جميع المؤهلات، قبل بدء المشروعات، بحيث تكون الأيدى العاملة جاهزة للتعاقد فور بدء الأعمال الإنشائية.
وتعانى مصر زيادة فى معدلات البطالة تجاوزت الـ%14، وفقاً للبيانات الرسمية، وغالبية معدلات البطالة بين فئة الشباب.
من جانبه قال علاء عمر، نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار، إن الهيئة تنتظر تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، للبدء فى تهيئة مناخ الاستثمار، وإجراءات تأسيس الشركات التى ستتولى تنفيذ المشروعات التى سيتم تدشينها ضمن محور القناة.
ولفتت مصادر مطلعة لـ«المال»، إلى أن الرئيس «السيسى» سيعلن عن قائمة مشروعات عملاقة فى مؤتمر صحفى عالمى، ضمن مشروع محور قناة السويس، الذى يشمل إقامة محطات لتداول الحاويات والبضائع العامة، والصب الجاف، ومحطات تموين السفن بالوقود، وتخزين البترول، ومنطقة خلفية للخدمات اللوجيستية، ومنشآت سياحية وساحات انتظار ومشروعات غذائية وخدمات تخزين ومناطق للموازين وأمن وصيانة ومستشفى، بالإضافة إلى إنشاء محطات للحاويات والصب السائل على مساحة 23 كيلومترًا.
وذكرت المصادر أن مشروع محور القناة سيشمل إقامة مطارين دوليين فى شرق بورسعيد والعين السخنة، و3 موانئ بحرية فى شرق بورسعيد والسويس والعين السخنة، ومركز تنمية إقليمية فى شرق بورسعيد، ومنفذين خارجيين فى شرق بورسعيد والسويس، ومشروعات تقنية حديثة فى وادى التكنولوجيا.
كما يضم المشروع إنشاء 4 مراكز سياحية فى غرب بورسعيد والإسماعيلية والسويس والعين السخنة، ومركزى تنمية ريفية فى الصالحية، و3 مناطق لوجيستية فى وادى التكنولوجيا والسويس، وعلى محورى القاهرة – العين السخنة والقاهرة – السويس، بجانب 6 محاور للتنمية تمر بالإقليم، فيما يوفر المشروع نحو مليون فرصة عمل فى مراحله الأولى، ويصل إلى نحو 2.2 مليون بنهاية عام 2052.
ومن المنتظر أن يعلن «السيسى» عن بدء شق تفريعة جديدة لقناة السويس، تبدأ من منطقة الدفرسوار فى المنطقة الفاصلة بين الإسماعيلية والسويس وصولاً إلى منطقة البلاح بمدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية بطول نحو 30 كيلومترًا، بما يحقق مرور السفن فى الاتجاهين فى وقت واحد، بعدما كانت السفن تتوقف فى منطقة البحيرات لمدد طويلة لحين مرور السفن الأخرى.
وقالت مصادر لـ«المال» فى تصريحات سابقة إن مشروع ازدواج القناة سيعمل على زيادة ايرادات القناة إلى 13.5 مليار دولار سنويًا، بدلاً من متوسط 5 مليارات جنيه، وذلك خلال فترة 9 سنوات.
ومن المقرر أن تسمح التفريعة الجديدة بمرور السفن العملاقة، إضافة إلى تقليل فترات انتظار السفن فى منطقة البحيرات، خاصة قافلة الشمال وجذب خطوط ملاحية عالمية جديدة.
ورصدت «المال» الأجواء الكاملة لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمدينة الإسماعيلية اليوم الثلاثاء، وتعد أول زيارة رسمية لمدينة مصرية عقب توليه الرئاسة.
وشهدت المدينة إجراءات أمنية مشددة، حيث قامت الطائرات الحربية بالتحليق فوق المنطقة، كما انتشرت سيارات الشرطة فى جميع الميادين.
وأعدت إدارة هيئة قناة السويس منصة فاخرة، بنادى «الدنفاه» الشاطئى التابع لهيئة قناة السويس، وتضم ثلاث خيام، «زُينت بستائر حمراء»، حيث بدت أشبه بمنصة احتفال مصر بافتتاح قناة السويس فى عهد الخديو إسماعيل عام 1869 وسط استنفار أمنى كبير وإجراءات أمنية مشددة.
