.
عيد الاتحاد .. ونموذج التعايش الانسانى الملهم
بقلم المستشار الاعلامى
شعيب عبد الفتاح
كان الانسان دائما هو هدف كل الأحداث التاريخية الكبرى ، ويشهد الجميع أن الانسان كان هو الفكرة الحاكمة لبناء اتحاد الامارات العربية المتحدة ، كان الانسان هو الهدف الأسمى ، والغاية النبيلة فى تفكير القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه واخوانه حكام الامارات .أدرك المؤسس أن قيام حضارة حقيقية لن يتأتى الا بعد بناء الانسان علميا وقيميا ، بصورة يواكب بها كل مستجدات العلم ومنجزات العصر ، وترتقى بقدراته وتعمل على تمكينه ؛ ليصبح شريكا رئيسا في مسيرة التنمية ، وعنصرا أساسيا وفاعلا فى طريق المجد والبناء ، و أيقن الشيخ زايد رحمه الله أن بناء الانسان على هذا النحو ؛ لن يتحقق الا بالوحدة والاتحاد ، فكان يوم 2 ديسمبر عام 1971 بمثابة صيرورة تاريخية نتجت عن فكر ثاقب لهذا البطل العربى الأصيل ، الذى قيضه الله عز وجل ليهدى الأمتين العربية والاسلامية دولة جديدة ، ذات شأن كبير فى العطاء الانسانى و البناء الحضارى..ولم يكن طريق الوحدة مفروشا بالورود والرياحين فى كل مساراته ومنعطفاته، فقد واجه المؤسس رحمه الله تحديات التأسيس، فتعامل معها باحتواء سياسى شديد الحكمة والرشاد ، واستطاع باقتدار بالغ ان يحولها الى فرص وعوامل نجاح وتثبيت ، الأمر الذى جعل الاتحاد من أبرز نماذج الوحدة الطوعية فى التاريخ الانسانى المعاصر..وبنفس المنهج الحضارى الحليم عبر الاتحاد تحديات اقليمية جسيمة عاشتها المنطقة ، كان الخليج فيها يقف على حافة براكين ملتهبة من الحروب المتتالية والتهديدات الأمنية الحادة ، الى أن دشنت الامارت عصر التنمية الشاملة التى أبهرت دول العالم وشعوب الأرض .وهاهى الامارات اليوم تعيش عقد التمكين ، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في عام 2005، والذى يهدف إلى تفعيل دور المجلس الوطنى الاتحادى ، وتمكينه من خلال العمل على أن يكون مجلساً أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين .
وفى زمن قياسى انجزت الامارات طفرات حضارية على كافة الأصعدة فانفتحت انفتاحا سياسيا واسعاً على المشهد العالمى أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية مع العديد من دول العالم، الأمر الذى عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمعين الاقليمى والدولي. وفى نفس الوقت لم تتوان عن تقديم كافة أنواع الدعم الانسانى للعديد من الدول والشعوب بلا تمييز أو تفرقة ، حتى أصبحت دولة الإمارات أكبر دولة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم عن عام 2009 نسبةً إلى دخلها القومي
وعلى الصعيد الاقتصادى قدمت دولة الإمارات نموذجا ناجحا في التنمية الشاملة والمستدامة ، أرتكز فى المقام الأول على رؤية متجددة للقيادة الحكيمة التى تعمل على حشد كل الطاقات والإمكانات سواء كانت مادية أو بشرية وتوجيهها وتوظيفها بالشكل الأمثل الذي يخدم أهداف التنمية على كل بقعة من أرض الامارات ، حتى أصبحت منصة عالمية للتنمية والبناء ومحطة اساسية للخدمات اللوجستية ، ومركزاً قانونياً ومالياً يدعم الأعمال التجارية الدولية في أنحاء المنطقة ، وركيزةً للسياسة الاقتصادية الإقليمية ، وخطت خطوات نوعية واسعة فى تنويع مصادر الطاقة وذلك من خلال مشروع الطاقة النووية الواعد ، ومشروع شمس1 الذى يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية فى العالم .من هنا لا يحتفل شعب الامارات وحده اليوم بعيد الاتحاد ، بل تعيش كافة الشعوب العربية والاسلامية الفرحة بذكرى هذا اليوم الغالى ، وهذه المناسبة الأثيرة على نفوس كل المحبين للسلام والأمن والأمان والتعايش الانسانى وقبول الآخر ، الذى تقدم الامارات نموذجه الملهم فى عصرنا الحالى .