.
في رحاب اليوم الوطني
سلام عليكم طبتم وطابت أرواحكم يا من رحلتم عن عالمنا وإنتقلتم إلى دار الحق بعد أن تركتم للأمة إرثاً عظيماً..هو دولة الإمارات العربية المتحدة..نتذكركم بكل الإعتزاز ونترحم عليكم بكل الإجلال في اليوم الذي أعطيتم له قيمة ومعنى ليصبح يوماً وطنياً بإمتياز يوم الثاني من ديسمبر من عام 1971 أي قبل 41 عاماً..
مضيتم إلى دار الحق كل في موعده بلا تأخير أو تقديم وبقى الإتحاد وبقيت الدولة شاهدة على حسن صنيعكم وحكمتكم ورؤيتكم الثاقبة وآياديكم التي إمتدت إلى يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتحول حلمه إلى حقيقة يجسدها الواقع..شعب واحد ودولة واحدة وطموح بلا سقف فكان الإنطلاق إلى إنجازات طوت الزمن وأنجزت في سنين ما ينجز في عقود وقرون..
رحم الله زايد الخير وجعله وإخوانه حكام الإمارات الذين سبقوه ولحقوا به إلى دار الحق في أعلى عليين مع الصديقين والنبيين بقدر ما قدم وقدموا لوطنهم وأمتهم وشعبهم وللإنسانية جميعها..وبقدر ما أرسى وأرسوا معه منظومة القيم الحاكمة والتي ما زالت منارة تضئ الطريق.
منظومة القيم التي ارساها زايد ومعه إخوانه حكام الإمارات شديدة الوضوح..الإنسان هدفنا تعليمه وصحته ومسكنه وعمله وحياته ومستقبله، كل من يعيش على أرض الإمارات له الأمن والآمان وحسن المعاملة ما إلتزم بقوانين الدولة ونظمها، في خيرات الإمارات التي افاء الله سبحانه وتعالى بها عليها نصيب معلوم للإخوة والإشقاء ولكل من يحتاج إلى دعم ومساندة على إمتداد خريطة العالم بما يعكس إنسانية الدولة، سعي دائم لترسيخ السلم والأمن إقليمياً ودولياً، بناء جسور التعاون والإحترام مع كل أنحاء العالم عبر الحوار والدفع بالتي هي أحسن.وفي رحاب هذا اليوم العظيم الذي يفتخر به كل إماراتي وكل عربي وكل مقيم على أرض الإمارات الطيبة نوجه التحية إلى من عاشوا وتخرجوا من أكاديمية زايد الإنسانية العليا للحكم والإدارة وفروعها في كل الإمارات..وعلى رأس هؤلاء النجباء الذين تشربوا قيم زايد الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين الذين بنوا على الإنجاز ليرتفع البناء وتنتقل الدولة بكل سلاسة وثبات من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين وإلى آفاق رحبة من التنمية والإزدهار والمكانة العالمية والإقليمية التي تزداد يوماً بعد يوم..فكل عام وأنتم آيادي للخير وكل عام وأنتم تواصلون العطاء وكل عام وأنتم في تواصل حميم مع شعبكم وأمتكم..وكل عام والإمارات تقدم نموذجاً للحلم العربي الذي يمكن أن يتحقق إذا ما توافرت الإرادة وصدقت النية وخلص العزم..
.
ويبقى أن أنقل تحية وتهنئة كل أبناء الجالية المصرية في الإمارات بل كل شعب مصر إلى دولة الإمارات وشعبها الكريم بمناسبة يومها الوطني الذي سيظل بمشيئة الله يوماً عربياً بإمتياز ويوماً للحلم العربي ويوماً نتذكر فيه بكل الإعتزاز رجالات عظام رحلوا قبل أن يتحقق الحلم مثل جمال عبد الناصر ورجال جسدوا الحلم مثل زايد ورجال بنوا على الحلم وطوروه مثل خليفة وإخوانه..رحم الله من إنتقل إلى رحابه وأمد في عمر من يواصلون العطاء لرفعة شأن الوطن والأمة..وعاشت دولة الإمارات العربية المتحدة واحة للخير والحب والأمن والآمان ومنارة للحلم العربي.