المصريون في الإمارات موقع المصريين فى الأمارات
…………….
انفراد لموقع الجالية المصرية بالإمارات
حوار مع العالم المصري الامريكي ، أول أستاذ كفيف لتكنولوجيا المعلومات
د. هشام كامل : قرار تعييني كان بقرار استثنائي من وزير التعليم العالي والبحث العلمي
حوار – عزة سند
وجه الإعجاز في حياة العالم المصري الأمريكي ، الدكتور هشام كامل أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة الإمارات ليس في كونه أحد القلائل النابغين على مستوى العالم مع إعاقته البصرية فقط ، بل في التخصص الذي نبغ فيه وهو هندسة الأنظمة البرمجية مع ما يتطلبه الامر من حاجة ملحة لحاسة البصر التي افتقدها ، ورغم ذلك واصل تعليمه بإرادة صلبة في أكبر جامعات العالم بأميركا ، وأصبح بعدها أحد علماء العالم القلائل النابغين في هذا المجال الدقيق ، الأمر الذي أغرى جامعة الإمارات لاستقطابه والإستفادة من سجله العلمي في كلية تقنية المعلومات التي يعمل بها حاليا ، وهو اليوم يمثل بتجربته العلمية والإنسانية الثرية ، فخرا لكل مصري ونموذجا يحتذى به في الإراده والإصرار والمثابرة وتحدي الصعاب عبر هذا الحوار يتشرف موقع جروب الجالية المصرية بالإمارات بتقديم أول أستاذ كفيف لعلوم الحاسب الآلي ويستقر حاليا بمدينة العين
- بدايه حدثنا عن النشأة وسبب الإعاقة البصرية التي ألمت بك ؟
نشأت في القاهرة ضمن أسرة مصرية مكونه من اربعة افراد ، هاجرنا جميعا الى اميركا بعد ان تخطيت المرحلة الاعدادية ، ولكن في المرحة الجامعية بجامعة فولرتن تعرضت لخطأ طبي أثناء اجراء جراحة ليزر لعيناي اودت بحاسة البصر لدي ، وكنت وقتها في العشرين من عمري ، ولأنني كنت شديد التفوق في مجال الرياضيات، فقد اخترت مجال الحاسب الآلي بصفته علما مستحدثا قائما على الرياضيات للتعمق فيه ودراسته رغم ظروف الإعاقة التي تعرضت لها
- و ما هي طبيعة تخصصك تحديدا ؟
هندسة الأنظمة البرمجية هي المجال الذي يتيح لي تكوين انظمة برمجية مرنة تناسب اهتمامات ومهنة وهدف الشخص من الكمبيوتر الخاص به ، بما يناسب احتياجاته سواء العملية او الشخصية مما يوفر له وللمؤسسة الكثير من الوقت والجهد والمال
- ماذا عن الماجستير والدكتوراه ؟
حصلت على البكالوريوس في هندسة الانظمة البرمجية من جامعة بيركلي ، اما الماجستير فكان في الهندسة الالكترونية ،وكانت الدكتوراه في مجال التعامل البشري مع الكمبيوتر
- كيف جاء قرارك بالعمل في الإمارات ؟
في الحقيقة لقد تقدمت بأوراقي لشغل مقعد عضو هيئة الـتدريس بجامعة الإمارات عبر الانترنت، وتحمس جميع أعضاء لجنة المقابلات من الأكاديميين لاستقطابي بسبب مشاريعي الإلكترونية التي سبقتني اليهم ، وسجلي الأكاديمي المتميز في جامعة بيركلي، ولكن حينما تبين لهم أنني كفيف البصر وقعوا في حيرة ، الأمر الذي استلزم تدخل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات شخصيا للتدخل والاطلاع على السجل الأكاديمي الخاص بي وكان أن أصدر توجيهاته فورا باستقطابي كعضو هيئة تدريس بالجامعة متخطيا بذلك عقبة الإعاقة البصرية
- ماذا عن تغيير البيئة العلمية بين هناك وهنا ؟
لا انكر انني تعبت كثيرا في أمر التكيف ، فالمجتمع العربي لا يحسن معاملة المكفوف ، مثلما هو الحال في اميركا ، نظرا لانتشار كل وسائل الحياه المساعده له هناك للتنقل والحركة في الشارع والاسواق وغيرها بعكس الحال هنا والذي اضطرني لاعادة التكيف مع النظم العربية في التعامل مع المكفوفين ، ومحاولة خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة هنا من منطلق خبرتي العلمية والعملية فيما يتمتعون به في الدول المتقدمة من مساواة كاملة مع الاسوياء
- وما هي مشكلة المعاق هنا بالمجتمع العربي ؟
هناك أزمة ثقة يعاني منها المعاق العربي فلا يوثق بقدراته ، ويستخف منها بعكس الحال في الدول المتقدمة الذي يستفيد من قدراتهم وطاقاتهم وابداعهم على اكمل وجه
- ما هي أهم ابحاثك في مجال تكنولوجيا المعلومات ؟
اولا هناك دراسة اعمل فيها والذي ينتظر ان يحدث نقلة كبيرة على مستوى العالم وينتظر الانتهاء منه خلال الفترة القليلة القادمة والذي يساعد متصفحي الانترنت على الوصول الى غايتهم بمنتعى السرعة وبشكل مجاني وبسيط جدا ، فهو عبارة عن محرك بحث يساعد المتصفح على العثور على مراده خلال ثوان معدودة مما يوفر الكثير من الجهد المبذول في البحث على الشبكة العنكبوتية ، وقد نجحت كذلك في تصميم برنامج يساعد الكفيف على الرسم على الكمبيوتر من خلال لوحة المفاتيح والكمبيوتر الناطق بما يسمح له ان يطبق افكاره الخيالية على ارض الواقع ، وهو البرنامج الأول من نوعه على مستوى العالم حتى الآن
- حاليا كيف يتعامل الشخص الكفيف مع الانترنت؟
من خلال ما يعرف بالقارئ الصوتي الذي يبلغه بكل محتويات الشاشة عبر قائمة طويلة من العناوين، وعليه الانتظار قبل أن يصل القارئ الى العنوان الذي يرغب فيه المستخدم غير المبصر، مهما طالت تلك القائمة، وفي كل مرة يتحمل هذا العبء وينتظر على الرغم من علمه بأن العنوان الذي يريده من الممكن أن يكون في ذيل القائمة مثلا أو في منتصفها، الأمر الذي يؤدي الى ضياع وقت طويل في الانتظار.
- وماذا قدمت في بحثك الجديد “Web Sight “ الذي اعلنت عنه مؤخرا ؟
استطعت من خلال بحثي ان أربط بين عالمي الاكفاء والمبصرين من خلال مساعدة الكفيف على رسم خريطة ذهنية لصفحة “الويب” التي يتعامل معها بحيث يمكنه معرفة أماكن المفاتيح التي تقوده الى المعلومة التي يريدها مباشرة من دون الاضطرار الى تضييع وقت طويل في الاستماع الى كل العناوين المتاحة أمامه.
